القضية الأخرى التي يجب أن نفهمها ونعلمها، هي أن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يذكر في القُرْآن شيئاً لا يعلم معناه أحد من الأمة! لا يمكن ذلك أبداً؛ لأن الله تَعَالَى لم ينزل هذا القرآن، إلا وأمرنا بتدبره، والتفكر في آياته، وأن نعقل أمثاله بحسب الاستطاعة، والنَّاس يتفاوتون في ذلك بحسب ما يعطيهم الله من مواهب ومن فهم يمنُّ به عَلَى من يشاء، وفقه في دين الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وتعليم لتأويل كتابه، فهذا فضل من الله يتفاوت فيه الناس، لكن أن توجد آية لا يعلمها كل الأمة بإطلاق، لا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أحد؟! لا يمكن أن يكون ذلك أبداً.
فهذا هو الوجه الذي يقول به من يقول: إن الوصل أولى، أي: أن الراسخين في العلم يعلمون التأويل، ونحن نقول هذا كلام صحيح، نقرره ونؤكده مع ترجيح الوقف الأول، حتى لا يكون للتأويل كلمتان وردتا في آية واحدة، وتكون إحداهما لها معنى والأخرى لها معنى آخر، وإنما السياق يقتضي أن يكون معناهما واحداً.